مقالات

الهدية

كتب- صالح العطوان الحيالي

الهدية هي ما يقدم من فرد أو مجموعة أفراد الى أحدهم احتفالا بمناسبة بشكل طوعي ودون انتظار مقابل مالي.

الهدية هي ما يقصد بها المهدي اليه واتحافه بالهدية لكرامته ومنزلته عنده أراد التقرب منه ،الهدية شيء يمنح دون أي توقع للدفع أو ما يقدم لشخص من الأشياء اكراما له وحبا فيه أو لمناسبة سارة عنده ،والهدية في اللغة تعني الدلالة والإرشاد، وهي ترمز إلى التعبير عن الحب والمشاعر وهي ذكرى قيمة من أناس نحبهم .

والهدايا وسيلة لربط العلاقات الإنسانية وتعزيز الروابط العاطفية بين الأفراد، والهدية لا تدخل السعادة والسرور على متلقي الهدية فقط بل لها الأثر البالغ على نفس من يهديها ،والهدية هي مال أو أشياء تعطيها بدون شرط ويثاب الإنسان على الهدية لأنها إحسان، الهدية سنة نبوية ومظهر حب ومبعث أنس تقرب البعيد وتصل المقطوع وعشق طريق الدعوة إلى النفوس وتفتح مغاليق القلوب وتبذر المحبة بين الناس وقال صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا.

وقف عمر بن الخطاب أمير المؤمنين على المنبر ممسكاً بيده صـــــندوقاً وقال :”أيها الناس إن زوجتى أم كلثــوم بنت علي بن أبى طالب،أرسلـــت إلى زوجة ملك الروم هدية عبارة عن( تمر وحناء ، وطيب ) ،فردت زوجة ملك الروم عليها بهـــذه الهدية،وفتح عمر الصنـــدوق أمام الحاضرين فإذا هو ( مملوء بالمجوهرات ) فسأل عمر الحاضرين هل هذه المجوهرات من حـــق زوجتى؟”.

فقال بعض الحاضرون : نعم يا أمير المؤمنين إنها هدية بهدية ولايشــــــترط فيها التساوى فى القيــمة،وكان فى المسجد على بن أبى طالب والد أم كلثوم زوجة أمير المؤمنين عمر ، فوقف وقال :يا أمير المؤمنـــين ،إن ظننت أنهم قد نصحوك ، فقد خدعوك ( إنما أهديت الهدية لزوجة أمـــير المؤمنين )، ولو كانت إمراة غير زوجة أمير المؤمنين ما أرسلت زوجة ملك الروم إليها بكل هذه المجوهرات .

فقال عمر: وبما تنصحني ياأبالحـــسن ؟
فقال علي : أما أنا فأرى أن تأخذ زوجتك من هذه المجوهرات ،بما يساوى قيمة ما أهدت به لزوجة ملك الروم ،وباقى المجوهرات يرد إلى بيت مال المسلمين .

فقال عمر : ( لــولا عليُّ ، لهـلك عــمر )
ليت الذين يستغلون مناصبهم وكراسيهم فى الحصول على الهدايا والرشاوى والعمولات والإكراميات يستفيدون شيئا من هذه القصة، فلو وزعت الهدايا والأموال التي يحصلون عليها على فقراء المسلمــــين لما مد أحد يده !!،ولو كان منهم من هو بعدل عمر رضي الله عنه لما واجهنا أزمة ،ولو كان هناك من يُسدِي النصيحة كـعلي رضي الله عنه لاستقامت الامة ،اللهم أرنا الحق حــقاً وارزقنا إتباعه ،وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ،صلوا على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كلما ذكره الذاكرون، وصلو على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كلما غفل عن ذكره الغافلون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى