مقالات

أساليب التربية السليمة والفرق بين التربية والرعاية

بقلم…نور السيد سليط

يحدث حاليا أننا إذا ما تحدثنا مع معظم أرباب الأسر عن أساليب التربية الصحيحة التي يتبعونها في تربية أبنائهم قد يستفيض الآباء والأمهات في الحديث الجدلي عن ضيق المعيشة وصعوبة الكسب في هذا الزمان المليء بالعثرات والمآزق بالإضافة إلى تفشي الغلاء وكأن التربية الصحيحة هي معتمدة على المادة والثراء!
فنجد الأب يتحدث عن تربية ولده أن يطعمه أحسن الطعام ويلبسه أجود الملابس ويسجل له في أفضل المدارس وأنه يكد ويتعب كي يوفر له أفضل وأروع سبل المعيشة التي تصله إلى الرفاهية

إذا بشيء من البساطة أود الطعن في مثل تلك الأساليب بأنك لم تربي ابنك ولم تصل به إلى أفضل سبل للمعيشة ولم تعطيه الرفاهية المطلوبة، بل إنك ما أدركت للحين ما هو الفرق بين التربية والرعاية شتان ما بين الكلمتين في المضمون فكل ما سبق ذكره هو نوع من الرعاية فقط أما التربية فهي مختلفة تماماً

التربية تأتي أولا من حسن اختيار الأم لزوجها والأب لزوجته فبداية التربية والتربية التي سينشأ عليها طفلك هي من سيربيهم فإذا كنت تريد أن بناتك يكونوا محجبين لن تختار لهم أم متبرجة علمانية وهكذا الأم الولد يقتبس من أبيه تصرفاته يقتدي به ويقلده في معظم الأشياء فمتى كان الأب مدخن سيكون من الصعب أن تربي ابنك على كراهية التدخين ومتى كان الأب سيء الخلق بذيء اللسان فسيقتبس الإبن من أبيه الكثير من صفاته

وكما قالوا: وينشأ ناشيء الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
وغيرها كالمثل الشعبي المعبر قائلا: من شبه آباه فما ظلم

إذا ما هي أركان التربية التي يجب أن يهتم الآباء لتعليمها للأبناء:
التربية الدينية: يجب أن يهتم الآباء بعقيدة الأبناء منذ أن يكونوا أطفال صغار في السنوات الأولى من حياتهم وتوجيه أبنائهم وبناتهم منذ الصغر والإستمرار في إرشاد هم إلى كيف يكون المسلم الحق وما هي صورة المرأة المسلمة المطلوبة

وتذكروا أنكم لن تستطيعوا إقناع الأبناء بالصلاة وأنتم لا تؤدون الصلاة ولن تمسكوا أبنائكم عن السباب وبذيء القول وأنتم تتلفظون أمامهم بمثل ذلك من الشتائم والاقوال القبيحة.

التربية النفسية: يعلم أن نفسية المرء هشة وأن الإنسان خلق ضعيفا ومن السهل كسر نفسية المرء ومن الصعب لئمها لذلك في ظل ظروف انتشار الأمراض النفسية والانتحار وما نشاهده في ذلك العصر من أمور مشينة تحدث بسبب كسر نفسية الأبناء على الآباء أن يحرصوا على تعزيز نفسية الاطفال من الصغر وتقويتها فالمرء ما إن نشأ بنفسية صحيحة تفادى الكثير من العثرات في حياته

ففي الهرم الصحي نجد المرض النفسي أخطر الأمراض وأعظمها دمارا وألما يليها المرض الروحي ثم المرض الجسدي
فكونوا أيها الآباء حريصين منتبهين لنفسية أبنائكم اجعلوا بينكم حوارا فإن لم تكن أنت صاحب حسن ومستمع جيد لابنك سيجد من الشارع سواء بيئة الصحاب أو الأقارب من يكون مكانك وأبدا لن يرشدوه إلى خير مصلحته كما كنت ستفعل أنت.

الاهتمام بالدراسة ومستقبل الأبناء: أقصد بذلك هو أن يشكل الآباء للأبناء هوية مستقلة تبدأ من سن الحضانة واعانتهم وتوجيههم القويم للمستقبل المنشود فلكي يصبحوا أبناء ذو مستوى دراسي مرتفع على الآباء توفير بيئة تعليم صحيحة ومناسبة للأبناء كما أنه ينبغي على أولياء الأمور مساعدة أبناءهم في المذاكرة والإرشاد عن طريق التوعية للمستقبل والمتابعة لهم فذلك مهم في إرتفاع مستوى الأبناء الدراسي

وغيرها من الاهتمام بتقويم الأبناء وإيعاظهم لخطورة الصحبة السوء ومراقبة من أقرانهم وأصحابهم وملاحظة ملابسهم ومبادئهم للتوجيه الدائم ولكي يكونوا دوما على خير.

فالأب يستمر دوره في تقويم أبنائه حتى عند كبر الأبناء وارتباطهم بمسؤليات عائلية ومهنية فإن ترك الانسان بدون مشورة صالحة من قلوب صادقة محبة له تدله على الخير أمر صعب فلابد للمرء من التعلم مهما كبر سنه ويأتي دور أصحاب الخبرات في الأمور الحياتية أمر مهم ولا بد منه كي يستطيع الإنسان تجاوز العثرات ومأزق الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى