أخبار

30 يونيو: الذكري التاسعة في مصر بين احتفاء بالانجازات ونقد للسياسات

 

كتب / حازم ابوالسعود

في كل عام تحتفل مصر بذكرى ثورة 30 يونيو، التي أزاحت تنظيم الإخوان عن الحكم، وأعادت مصر إلى حضن المصريين والعرب، حيث ان ثورة الثلاثين من يونيو ستظل ثورة فارقة في تاريخ الوطن عندما خرج الملايين من أبناء الشعب المصري العظيم لإسقاط الجماعة التي حاولت اختطاف الوطن وبث الفرقة بين أبنائه.

صارت مصر مرتعاً للإخوان في عام حكمهم، وجاء “الإعلان الدستوري”، الذي أعطى صلاحيات غير مسبوقة للرئيس محمد مرسي، بداية الشرارة، التي أسقطتهم عن حكم مصر في عام شهد أحداث فوضى غير مسبوقة، من انعدام للأمن، وتراجع للاقتصاد ومعدلات السياحة، لكن تحرك الشعب في 30 يونيو 2013 مثّل ملحمة تاريخية شارك فيها 33 مليون مصري نزلوا إلى الشوارع وميادين العاصمة والمحافظات، وساندهم الجيش المصري والشرطة المصرية بحمايتهم وهم يعبرون عن رفضهم هذا النوع من الحكم الاستحواذي

ولقد حاول تنظيم الإخوان الإرهابي على مدى عام كامل في الحكم اختطاف مصر، وخلال عامهم هذا، ذاق الشعب المصري أصنافاً من القمع والتعذيب وديكتاتورية الرأي، إذ حاول الإخوان الاستحواذ على كل مفاصل الدولة، محاولين عزل مصر عن محيطها العربي، وهو أمر ترفضه طبيعة الشعب المصري.

وبعد 10 أشهر فقط من رئاسة مرسى، تأسست «حركة تمرد»، تعبيرًا عن حالة الرفض الشعبى لحكم الإخوان، مطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وحددت يوم 30 يونيو موعداً لانتهاء المهلة للاستجابة لهذا المطلب ودعت الموقعين للتظاهر بعد انتهاء المهلة إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم، وتجاهل «المعزول» المطالب الشعبية ووصفها بالمطالب العبثية.

وفى 23 يونيو.. أصدر الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع «آنذاك» ، بيانا أعلن فيه أن القوات المسلحة تجنبت خلال الفترة السابقة الدخول فى المعترك السياسى إلا أن مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية تجاه الشعب تحتم التدخل لمنع انزلاق مصر فى نفق مظلم من الصراع والاقتتال الجارى والفتنة الطائفية وانهيار مؤسسات الدولة، ودعاً إلى إيجاد صيغة للتفاهم وتوافق المصالح خلال أسبوع من هذا التاريخ.

وفى أول يوليو، أصدرت القيادة العامة للقوات المسلحة بياناً ذكرت فيه أنه من المحتمل أن يتلقى الشعب رداً على حركته وعلى ندائه، داعية كل طرف أن يتحمل قدراً من المسؤولية، وأمهلت 48 ساعة للجميع لتلبية مطالب الشعب. وفى 3 يوليو، ألقى «السيسى» بياناً أعلن فيه خارطة طريق سياسية للبلاد، اتفق عليها المجتمعون، تتضمن تسليم السلطة لرئيس المحكمة الدستورية العليا، وسرعة إصدار قانون انتخابات مجلس النواب، وإنهاء رئاسة الإخوان لحكم مصر.

وانطلقت مسيرة الشعب نحو البناء على كافة الأصعدة تحت قيادة وطنية واعية، وفى حماية جيش وشرطة بذلوا أرواحهم من أجل الحفاظ على مقدرات مصر بمحاصرة الإرهاب ووقف انتشاره وملاحقته أينما كان.

وفي ذكرى ثورة 30 يونيو هذا العام، نرى مصر وقد تغيرت إلى الأفضل، إذ شهدت تطورات كبيرة في مجالات مختلفة، ولم يكن هذا ليتحقق إلا بعودة الحالة الأمنية إلى كفاءتها، بفضل جهود الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الذي خاض ويخوض حربا ضروسا ضد الإرهاب، فضلا عن تحقيقه منجزات سريعة كانت ستتطلب سنوات في الظروف الطبيعية.

فاليوم تشهد مصر بناء عاصمة إدارية جديدة، ومشروعات قومية عملاقة بطول البلاد وعرضها، واستقرارا اقتصاديا بدا في تحسّن بشهادة المؤسسات الاقتصادية الدولية.
لقد حقق الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال فترة حكمه إنجازات عديدة على أصعدة مختلفة، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، من حيث ثبات الموقف المصري تجاه القضايا القومية الإقليمية والدولية، لذا حظيت مصر بثقة واحترام العالم، وبدا ذلك في الحضور المكثف للوفود المصرية في المؤتمرات والمحافل الدولية، إذ انتهج “السيسي” درب توطيد العلاقات مع المجتمع الدولي ككل، وإعلاء مبدأ المصالح المشتركة والتنمية، مؤسسا التوازن المطلوب في سياسة مصر الخارجية.

«ثورة 30 يونيو».. القوات المسلحة تنتصر لإرادة الشعب
كعادتها دائما تضرب القوات المسلحة المصرية مثالاً للعالم في الحفاظ على الأرواح والمنشآت وحمايتهم، وهذا ما تجلى في ثورة 30 يونيو، حيث نجحت القوات المسلحة في حماية الشعب المصرى من بطش الجماعة الإرهابية في يونيو 2013، حيث لم ولن يحدث أن تتخلى القوات المسلحة عن الشعب يوم. ولبت القوات المسلحة نداء الشعب لحماية البلاد من الجماعة الإرهابية، بعد سيطرتهم على العديد من المواقع السياسية والحكومية، فخرج وزير الدفاع حين ذاك، المشير أول عبدالفتاح السيسى، يطالب بحوار وطنى للوصول لحلول صائبة، ولكن رفضت الجماعة الإرهابية أي سبل لحلول سلمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى