كتب/خطاب معوض خطاب
يعد الفنان محسن حسنين واحدا من أشهر الفنانين الذين أتقنوا تجسيد الأدوار الشريرة في السينما المصرية على مدى تاريخها الطويل، وقد حصره المخرجون في شخصية البلطجي ورجل العصابات منذ بداية ظهوره، ورغم قصر مساحات أدواره وقلة تنوعها إلا أنه قد لفت الأنظار إليه بشدة، بتقمصه لأدوار الشر بأدائه الطبيعي المتقن وملامحه الحادة القوية، فأصبح واحدا من أشهر الفنانين الذين تخصصوا في تجسيد الشخصيات الثانوية على مدار تاريخ السينما المصرية رغم عدم معرفة الكثيرين لاسمه، حيث أنه واحد من عشرات الفنانين المهمشين الذين علقوا بالذاكرة وأحبهم أو كرههم الناس من خلال أدوارهم على الشاشة.
ويمكن وصفه بأنه كان واحدا من ملوك الشر المعدودين في السينما المصرية على مدى تاريخها الطويل، ولكنه لم يكن ملكا متوجا مثل النجوم من أمثال محمود المليجي وزكي رستم وتوفيق الدقن واستيفان روستي الذين حظوا بالأدوار ذات المساحات الكبيرة والشهرة والنجومية، بل يمكن وصفه بأنه كان واحدا من ملوك الشر المهمشين من أمثال طوسون معتمد وعبد العزيز خليل وعبد العزيز أبو الليل وسعيد خليل وغيرهم، وهم الفنانون الذين أبدعوا في تجسيد الشخصيات الشريرة ولكنهم لم ينالوا ما يستحقون من شهرة أو تقدير.
والطريف أن الفنان محسن حسنين المتخصص في تجسيد الشخصيات الشريرة له مشهد كوميدي شهير في فيلم “أجازة نصف السنة” مع الفنان محمد العزبي، وهو المشهد الشهير بعبارة “لحسة من قعر الطبق”، والذي أداه بمنتهى المهارة والحرفية وفجر من خلاله ضحكات المشاهدين، وفي هذا الفيلم قدمه المخرج علي رضا في شخصية الغفير قرني بصورة كوميدية لم يعتده عليها المشاهدون الذين اعتادوا مشاهدته في أدوار الشر، والحقيقة أن محسن حسنين ممثل موهوب أدى جميع أدواره بمنتهى المهارة والبراعة والإتقان والصدق، ولكن المؤسف أن السينما المصرية حصرته دوما في شخصية رجل الشر المنتمي لعالم الإجرام، لدرجة أنه تم تلقيبه بلقب إمبراطور الشر.
وقد ولد محسن حسنين في يوم 15 فبراير سنة 1916 بمدينة الإسكندرية، وكان والده يعمل ترزيا، وكان من المتوقع أن يرث الابن مهنة أبيه، ولكنه تركها بعدما وقع في هوى الفن، وهرب من أبيه وذهب إلى مدينة القاهرة قبل أن يكمل العشرين من العمر بحثا عمن يأخذ بيديه ويدله على طريق الفن، وهناك تعرض لأزمات مادية وذاق طعم الفقر ونام على الأرصفة، حتى التقى الفنان عبدالمنعم إسماعيل الذي توسط له ليعمل بالفن، فدخل عالم التمثيل من خلاله، وكان أول أفلامه كان فيلم “سلامة في خير” إنتاج سنة 1937، حيث جسد فيه شخصية نشال.
ومن أشهر أعماله السينمائية “الخروج من الجنة” و”صراع في الوادي” و”الفتوة” و”خطف مراتي” و”العتبة الخضرة” و”سيد درويش” و”صاحب الجلالة”، كما اشترك في عدة مسرحيات مع فرقة الريحاني، منها “حسن ومرقص وكوهين” و”يا ما كان في نفسي” و”إلا خمسة”، بالإضافة لاشتراكه في مسلسل “الأبواب المغلقة” ومسلسل “العسل المر”، وقد توفي الممثل محسن حسنين في يوم 19 سبتمبر سنة 1978.
أقرأ التالي
2025-04-24
لجنة للدراما بتوجيه رئاسي “80 باكو” والحياء
2025-04-23
مشيرة موسى تكتب ” ملهاش إعادة .. عيشها بسعادة “
2025-04-23
شمسيه لكل زائر اثناء زيارة الهرم
2025-04-23
الرئيس التنفيذي
2025-04-23
أسرى عين التمر
2025-04-22
خطوة جديدة نحو صيدلي أكثر وعيًا وتأثيرًا
2025-04-22
عقة بن أبي عقة
2025-04-22
جاب مناخيره الأرض..موروث ثقافي مصري قديم
2025-04-21
سلام على كبير السن وسلام على من يراعي كبير السن
2025-04-20
سرية بن أبي حدرد الأسلمي إلى الغابة
زر الذهاب إلى الأعلى