مقالات
*”أَسْمَاءِ اللَّهِ الحُسْنَى”*
وليد ابوالحسن
*الْغَفَّارُ*
اسم “الْغَفَّارُ” من أسماء الله الحسني؛
والْغَفَّارُ هو الستار لذنوب عباده المسدل عليهم ثوب عطفه ورأفته المبالغ في الستر،
والْغَفَّارُ بصيغة المبالغة مما يدل على المبالغة في الكثرة؛
وهذه هي المبالغة في المغفرة؛ أن الوزر يقابله بالتوبة الصادقة حسنات، وقد وعد عباده بالمغفرة والعفو لمن أتى منهم بأسبابها فقال:
(وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ)
[سورة طه 82].
وستره للذنوب، وعفوه عنها بفضله ورحمته، لا بتوبة العباد وطاعتهم، وهو الذى اسبل الستر على الذنوب فى الدنيا،
وتجاوز عن عقوبتها فى الآخرة.
*معنى المغفرة*
الغفر والغفران في اللغة: الستر، وكل شيء سترته فقد غفرته، والمغفرة من الله –عز وجل- ستره للذنوب بفضله ورحمته، فلا يكشف أمر العبد لخلقه ولا يهتك ستره بالعقوبة التي تشهره في عيونهم، وطالما أن العبد موحد فذنوبه تحت مشيئة الله وحكمه، فقد يدخله الجنة ابتداء وقد يطهره من ذنبه.
وإن أول ستر الله على العبد أن جعل مقابح بدنه مستورة فى باطنه وجعل خواطره وارادته القبيحة فى أعماق قلبه وإلا مقته الناس.
*في القرآن الكريم*
ذُكر في القرآن الكريم خمس مرات منها قوله تعالي :
(رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ)
[سورة ص 66]
*ومن السنة النبوية*
كان رسولُ اللهِ ﷺ إذا تضوَّر مِن اللَّيلِ قال:
« لا إلهَ إلَّا اللهُ الواحدُ القهَّارُ ربُّ السَّمواتِ والأرضِ وما بينَهما العزيزُ الغفَّارُ».
~ من آثار الإيمان بهذا الإسم الكريم ~
– محبة الله – عز وجل – وحمده وشكره على رحمته لعباده وغفرانه لذنوبهم، وسؤال الله – عز وجل – بهذا الاسم الكريم مغفرة الذنوب ووقاية شرها، وإذا زلت القدم ووقع المؤمن في الذنب، فإنه يتذكر اسمه سبحانه (الغَفَّارُ) فيسري الرجاء في قلبه، ويقطع الطريق على اليأس من رحمة الله تعالى، ويحسن الظن بربه الذي يغفر الذنوب جميعًا.
– إن كونه سبحانه غفارًا للذنوب لا يعني أن يسرف المسلم في الخطايا والذنوب، ويتجرأ على معصية الله تعالى بحجة أن الله هو الغَفَّارُ.
– مجاهدة النفس على التخلق بخلق الصفح عن الناس، وستر أخطائهم وعوراتهم، والاهتداء بهدي القرآن الكريم، الذي يأمر بالعفو عن الناس ومقابلة السيئة بالحسنة؛
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى)
[فاطر: 45].
وفى الحديث الشريف:
«من لزِم الاستغفارَ
جعل اللهُ له من كلِّ همٍّ فرجًا
ومن كلِّ ضيقٍ مخرجًا
ورزقه من حيثُ لا يحتسبُ».