الفنان أحمد شوقي.. الممثل والشاعر وأستاذ مادة الإلقاء
رحل في مثل هذا اليوم منذ 39 سنة
كتب/خطاب معوض خطاب
الفنان أحمد شوقي الذي توفي في مثل هذا اليوم منذ 39 سنة وتحديدا في يوم 6 مارس سنة 1984 يُعَدُّ واحدا من الفنانين متعددي المواهب الذين تم تهميشهم ولم ينالوا ما يستحقون من شهرة أو تقدير، حيث كان ممثلا مبدعا في المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة، ومراجعا لغويا في عدد كبير من الأعمال الفنية، وشاعرا يقرض الشعر بالفصحى وصدرت له عدة إصدارات شعرية بالإضافة إلى عدد من المؤلفات الإذاعية والتليفزيونية وعدة مؤلفات شعرية، وكان منتجا فنيا ومساعدا للإخراج، وشارك في مسرحة المناهج الدراسية حيث كان مديرا عاما التربية المسرحية بوزارة التربية والتعليم على درجة وكيل وزارة، وكذلك كان أستاذا للإلقاء والتمثيل بمعهد الفنون المسرحية، وتم اختياره سكرتيرا عاما لمجلس إدارة اتحاد النقابات الفنية وأمينا لصندوق نقابة الممثلين لعدة دورات.
وقد ولد الفنان أحمد شوقي قاسم في يوم 29 مارس سنة 1928بمدينة بني سويف، وأتم حفظ القرآن الكريم وهو ابن 12 سنة، وتخرج في مدرسة دار المعلمين ببني سويف في سنة 1946، ثم التحق بالمعهد العالي لفن التمثيل العربي وتخرج فيه في سنة 1953 حيث كان أول دفعته، كما التحق بالدراسة في المركز الدولي للتربية الأساسية في العالم العربي التابع لمنظمة اليونسكو وتخرج فيه في سنة 1958، وبعد تخرجه عمل في منظمة اليونسكو وقدم عدة أعمال مسرحية في بعض البلدان والقرى ناقشت عددا من المشكلات والقضايا الاجتماعية التي تهم أهالي هذه القرى والبلدان، ورشحه الفنان زكي طليمات للمشاركة في إنشاء معاهد فنية والإشراف على بعض المجالات الفنية في عدد من الدول العربية.
ويعد الفنان أحمد شوقي واحدا من أهم الفنانين الذين أجادوا تجسيد شخصيات الأدوار المساعدة في أفلام السينما المصرية، وتعددت مشاركاته وتنوعت حيث جسد شخصية الضابط والمحقق والمحامي والطبيب وغيرها من الشخصيات في عدد كبير من الأفلام منها “البؤساء” و”أمير الدهاء” و”قاهر الظلام” و”الليلة الأخيرة” و”لا وقت للحب” و”الخطايا” و”ملاك وشيطان” و”احنا التلامذة” وغيرها، كما كانت له العديد من المشاركات المتميزة في عدد كبير من المسلسلات التليفزيونية الشهيرة منها “عادات وتقاليد” و”الكعبة المشرفة” و”محمد رسول الله” و”على هامش السيرة” و”أوراق الورد” و”أحلام الفتى الطائر” و”الليل والقمر”.
ويعد واحدا من مؤسسي فرقة المسرح الحر التي كانت واحدة من أهم الفرق المسرحية المصرية، وشارك في بطولة وكتابة وإنتاج عدد كبير من المسرحيات وساهم في اكتشاف وتقديم عدد من الموهوبين والمبدعين مثل أحمد زكي وسمير حسني وأحمد بدير، ولأنه كان واحدا من الفنانين المعدودين الذين كانوا يجيدون التحدث بالفصحى إجادة تامة فقد شارك في عدد كبير من الأعمال الإذاعية التاريخية التي تتطلب إجادة الفصحى ومنها “أحسن القصص”، كما جسد شخصية الأستاذ عزمي في حلقات “عائلة مرزوق أفندي” الشهيرة، بالإضافة إلى مشاركاته في عدد كبير من الأعمال الإذاعية الأخرى منها “الأبونيه” و”المماليك” و”السيد البدوي”، وكتب “ملحمة السلام” الشعرية تم تقديمها إذاعيا وتليفزيونيا وشارك فيها كل من أمينة رزق ومحمود ياسين وسميرة عبد العزيز، كما أصدر كتاب “المسرح الإسلامي” الذي يتم تدريسه حاليا في عدد من المعاهد الفنية ببعض الدول العربية.
والجدير بالذكر أن الفنان الراحل رحمه الله كان يسعى قبل وفاته إلى الحصول على ترخيص لإقامة مشروع مدينة الإنتاج إعلامي يتضمن إنشاء فنادق واستوديوهات ومدينة سياحية يتم تأجيرها للمحطات العربية والأجنبية إلا أن الزمن لم يسعفه حيث توفي في أحد استوديوهات عجمان أثناء تصوير مسلسل “الشيطان والحب” وكانت آخر الكلمات التي نطق بها رحمه الله قبل وفاته هي “ألا هل بلغت، اللهم فاشهد”، والجدير بالذكر أن ذلك المشروع قد نفذته الحكومة المصرية بعد وفاته حيث أنشأت مدينة الإنتاج الإعلامي بمدينة 6 أكتوبر.
*مصدر المعلومات حوار مع الأستاذ نبيل أحمد شوقي صديق الصفحة وابن الفنان الراحل أحمد شوقي قاسم رحمه الله.