الفنان استيفان روستي.. الشرير الظريف والخواجة ابن البلد
مخرج أول فيلم سينمائي مصري
كتب/خطاب معوض خطاب
الفنان استيفان روستي يعد واحدا من أكثر الفنانين موهبة ليس في مصر وحدها بل في العالم كله حسب رأيي المتواضع، وقد استحق لقب الشرير الظريف عن جدارة حيث تميز بإجادة تجسيد أدوار الشر المغلفة بالكوميديا، وله أسلوب متفرد في الأداء لم يقلد فيه أحدا وصعب على غيره أن يقلدونه، كما أنه صاحب أيفيهات متفردة وعبقرية لا مثيل لها، ومن أشهرها:
“_تسمحيلى بالرقصة دى؟
*حد حايشك يا خويا؟! ماترقص!
_كده؟! طب بس اروح أتحزم وأجيلك!”، و”نشنت يا ناصح”، و”الكونياك مشروب البنت المهذبة”، و”اشتغل يا حبيبي اشتغل”، و”في صحة المفاجآت”.
وهو يعد واحدا من رواد السينما المصرية حيث كان مخرجا لأول فيلم روائي مصري في تاريخ السينما المصرية وهو الفيلم الصامت “ليلى” بطولة النجمة عزيزة أمير والذي عُرِضَ بسينما متروبول في يوم 16 نوفمبر سنة 1927، وقد ولد استيفان روستي في سنة 1891 وكان والده بارونا نمساويا بينما كانت والدته إيطالية، ولكنه تربى ونشأ وترعرع بين أبناء البلد المصريين فأصبح مصريا حتى النخاع رغم أنه خواجة والدماء المصرية لا تجري في عروقه.
وقد سافر والده إلى النمسا بينما انتقل هو مع والدته للإقامة بمدينة الإسكندرية، والتحق استيفانو بمدرسة رأس التين الثانوية، وتم فصل استيفان روستي من المدرسة بسبب انشغاله بالتمثيل فعمل بمصلحة البريد لفترة سافر بعدها إلى النمسا حيث أقام مع والده، ولكنه سرعان ما تركها مغادرا إلى ألمانيا حيث عمل صبي جزار وصبي حانوتي وبائعا متجولا وراقصا في ملهى ليلي، ثم سافر إلى فرنسا حيث عمل هناك بالسينما، ومنها سافر إلى إيطاليا حيث عمل مترجما، واطلع هناك على فن السينما ودرسه وعمل بالسينما الإيطالية ممثلا ومساعدا للإخراج، ثم عاد إلى القاهرة مرة أخرى في سنة 1924، والتحق بفرقة عزيز عيد ثم بفرقة يوسف وهبى، كما شارك في العديد من الأفلام السينمائية مؤلفا ومخرجا وممثلا، وبرز في أداء أدوار الشر بطريقة كوميدية متفردة، حيث أجاد وأبدع في أدوار النذل والإنتهازى المنافق والقواد، حيث غلفها بأسلوبه الكوميدي المحبوب، فكان هو الشرير الظريف الذي لا يكرهه الجمهور.
وقد اشتهر استيفان روستى بأنه دون جوان وتعددت علاقاته الغرامية، وعاش حياته مضربا عن الزواج ولكنه تزوج أخيرا وهو في سن 47 عاما من سيدة إيطالية اسمها ماريانا وعاش حياته معها مخلصا لها، وأنجبت منه ولدين ولكنه عانى كثيرا في حياته،حيث مات أحد ولديه بعد أيام من ولادته، ثم توفي ابنه الآخر وهو في الثالثة من عمره فتأثرت زوجته وعانت نفسيا وأصيبت بمرض نفسي حزنا على وفاة ولديها، فرعاها وأحسن صحبتها وكان ينقلها من مصحة نفسية إلى أخرى، وفي أحد الأيام وبينما هو جالس على مقهى سفنكس بوسط القاهرة يلعب الطاولة إذا بأزمة قلبية تفاجئه، ونقل على إثرها إلى المستشفى اليوناني وبعد الكشف عليه تأكد الأطباء من إصابته بانسداد في الشرايين، وساءت حالته وتدهورت صحته ودنا أجله فسمح الأطباء لأهله باصطحابه إلى منزله حيث توفي في يوم 12 مايو سنة 1964 عن 73 عاما.