سياحه وآثارمقالات

بسام الشماع يكتب.. كلمة فرعون واصلها

كلمة “فرعون” أصلها (أغلب الظن و حسب أقوى النظريات، و لكنها ليست حقيقة تاريخية مثبوتة)، “بر- عا”إي القصر الكبير.
إذن، هو صاحب القصر أي الحاكم الساكن في القصر الملكي.
و لا دليل نصي مصري قديم في الآثار المكتشفة المدروسة بعنايةو المفحوصة و المعلومة لدينا و لم يتدخل فيها أشخاص من أمثال العلماء اليهود او المغامرين او الباحثين عن الشهرة و ما أكثرهم الآن ، حتى الأن، على إطلاق لقب “فرعون” أو pr c3 برعا على كل ملوك مصر من قِبل الملوك أنفسهم.
و لكن يوجد أكثر من دليل على استخدام لقب “بر عا” بجانب إسم الملك أو في نص هيروغليفي إبان فترة الدولة القديمة من قِبل رجال بلاط عاملين لدي الملك. و يوجد “برعا” في نص بمعبد أبو سمبل الرئيسي بجنوب مصر في الدولة الحديثة، و آخناتون ألخ، وفي نصوص كثيرة على أختام و جدران و مقابر مصاطب .


و مع هذا فلا تجده مهم أو منتشر في وادي الملوك مثلا أو معابد الكرنك مما يؤكد أنه لم يكن من الألقاب المهمة جدا أو المرغوب في استخدامها بكثرة مثل ألقاب نب تاوي أي سيد الأرضين، و لقب سارع أي إبن رع أو الذي جلبه رع، أو لقب “نيسو بيتي” الذي يؤكد حكم الملك لشمال و جنوب مصر ، او لقب حِر [حورس] الذهبي ،و هكذا .
بل لقد تم التعرف على عدد من الخراطيش الملكية و بداخلها بر عا في الأزمنة التي جاءت بعد الأسرات المصرية القديمة المشهورة .
ثم أنها حضارة و عبقرية شعب بأكمله. شعب و ليس ملك واحد أو “فرعون” واحد أو رجل واحد .
الملك خوفو ، مثلا، لم يبنى هرمه بيده وحده ، و لكن مهندسيه و عماله المهرة المبجلين هم الذين أنجزوا هذا الانجاز الجهبذ.
أنهم:”المصريون الأُول”.و ليسوا الفراعنة.
أما فرعون الخروج فهو لم يأخذ أداة التعريف “ال” في نص القرآن الكريم الرباني.كلام الله سبحانه و تعالى، و قد دمر الله تعالى ، بنص القرآن الكريم، عمائر و بنايات فرعون الطاغية و قومه و ما كانوا يعرشون،كما جاء في التفسير المعتبرة.
إذن،نحن نبحث، من وجهة نظري، عن حاكم مصري أو أجنبي،حكم مصر، كان يحمل لُقب أو إسم “فرعون”،
و تكون كل آثاره مدمرةو مهدومة و غير قائمة و غير مشيدة.
و إذا كانت لحاكم قديم في مصر آثار واقفة ،فهو إذن ليس فرعون الطاغية أو فرعون خروج بني إسرائيل.
أن ما وجدناه و اكتشفه العلماء من آثار مصر يمثل أقل من ١% ،حسب ما أكدت في مقالتها المذهلة المعتبرة، عالمة المصريات بالناشيونال جيوجرافيك و المتعاونة مع وكالة ناسا للفضاء د. سارة باراك في عام ٢٠١٦.
و بالتالي أنا أؤكد أنه من الخطأ أن يخرج أحد من المهتمين بعلم المصريات ف يعمم أو يخصص في أي معلومة تخص علم التاريخ و الآثار المصرية.فمثلا ليس من الصحيح ان يقول أحد أنه لا يوجد نصوص عن الأنبياء أو لا يوجد أثر يذكر رسول أو لا توجد بردية لا توثق حدث له علاقة بتاريخ ديني معين،لماذا؟ لأننا لم نجد كل شئ،و لم نكتشف كل الآثار الموجودة على أرض مصر،عامرها و غامرها و المغمورة بالمياه أيضا سواء في البحار أو البحيرات أو الأنهار أو الترع و المصارف و المياة الجوفية أو التحت أرضية.إذن،أنا ليس لدي كل الأدلة و هي ليست كلها مطروحة أمامي كي انتقي منها أو أربطها ببعضها و افرز نظرية سديدة، أو أعلن عن حقيقة تاريخية لا تقبل الجدال أو الشك.
و بالتالي لا يستطيع أحد أن يقطع بوجود أو عدم وجود هذه النوعية من الآثار او المعلومات من الناحيه التاريخية.
و يبقى القرآن الكريم هو الكتاب الأوحد الذي يُستقى منه كل المعلومات الدينية و التاريخية المؤكدة لأنه كلام الله تعالى و جل و لم يتم تغيير أو تحريف حرف واحد فيه.و لأنه محفوظ و محمي من اي سوء من الخالق ربنا سبحانه و تعالى.
و ايضا،يجب ان أذكر هنا،أن الملك في مصر القديمة كان مع كهنته و رجال بلاطه هو المتحكم فيما يُكتب و يدون على جدران المعابد و المقابر و البرديات،و بالتالي فهو يضع كل ما هو مفخم و مبجل و مقدس له و لصالحه، بل و مؤله له بمبالغة تصل في العديد من الأحوال لعدم المنطقية و انعدام الحقيقة فيها مثل أنه إبن الشمس و انه يتحول لمعبود ، و أن مثلا والدة حاتشبسوت أنجبتها من زواج مع معبود أسطوري شمسي و هو ما لم يحدث بالطبع و لكنها كانت تريد اعطاء شرعية لنفسها لتبوء عرش مصر،و من ثم فلا نستطيع أن نأخذ كل هذه النقوشات و المناظر المنحوتة و الموضوعة على الجدران الملكية على محمل الجد أو الاعتماد عليها لتفهم المعلومات الحقيقية في أحيان عديدة إلا إذا توافرت كثير من التوثيقات و الأدلة الأخرى.
والله أعلى و أعلم.
المؤرخ و المحاضر الدولي و المرشد السياحي
بسام الشماع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى